تتعرض بعض الأنظمة والحكومات للكثير من الانتهاكات والخروقات والأخبار الزائفة التي تستهدف تشويهها بناءً على أجندات خاصة. وللأسف، تتبنى بعض المواقع والصحف العالمية والمنظمات التابعة للجماعات المتطرفة هذه الأخبار الكاذبة، مستخدمة حقوق الإنسان والدين كستار لإخفاء أهدافها الحقيقية. الحكومتين المصرية والهندية هما من بين أكثر الحكومات التي تتعرض لهجمات بالأخبار الغير صحيحة والمغلوطة.
وبأخذ الهند مثالاً، قامت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا،ً بنشر تقرير مثير للجدل حول حرية الدين الدولية، متضمنةً ادعاءات حول الهند مبنية على بيانات غير دقيقة ومضللة مستمدة من جماعات الإنجيلية المسيحية والمنظمات الإسلامية المتطرفة التابعة لجماعة الإخوان التكفيرية.
وقد اعتمد هذا التقرير، الذي أعده مكتب حرية الدين الدولية تحت إشراف وزارة الخارجية الأمريكية، بشكل كبير على المعلومات التي قدمتها عدة منظمات، بما في ذلك اتحاد المنظمات المسيحية الهندية في أمريكا الشمالية (FIACONA)، المنتدى المسيحي المتحد، أبواب مفتوحة الولايات المتحدة، الصداقة الإنجيلية للهند (EFI)، القلق المسيحي الدولي، والمجلس الأمريكي الهندي المسلم (IAMC). للأسف، تقارير وبيانات مزورة ومتعلقة بالفظائع المزعومة ضد الأقليات الدينية في الهند. والتي تهدف إلى نشر صورة كاذبة عن معاناة الأقليات المسلمة والمسيحية في الهند.
اتحاد المنظمات المسيحية الهندية في أمريكا الشمالية (FIACONA)، وهي منظمة مقرها الولايات المتحدة، لها دور كبير في تزوير البيانات ونشر التقارير الزائفة حول الفظائع والممارسات السيئة ضد المسيحيين الهنود، وهو عامل رئيسي في هذا السرد. وتم الرجوع بشكل متكرر إلى التقارير من هذه المنظمة في مقالات الأخبار لتقديم اقتراح حول التهميش المتزايد للمجتمع المسيحي الهندي. ولكن، وفقاً لمعمل Disinfo Lab، منصة استخبارات المصادر المفتوحة (OSINT) على تويتر، فإن البيانات التي يقدمها الاتحاد مليئة بالتكرار، التزوير، وعدم الدقة، حتى باستخدام ثلاثة مجموعات مختلفة من البيانات حول الفظائع ضد المسيحيين في تقرير واحد.
بالإضافة إلى تقديم بيانات خاطئة، تم العثور على FIACONA وغيرها من المنظمات المماثلة، مثل الصداقة الإنجيلية للهند، القلق المسيحي الدولي، أبواب مفتوحة الولايات المتحدة، وهم مذنبون في تلاعب البيانات.
لقد تم رؤيتهم يشيرون إلى تقارير بعضهم البعض بطريقة متتالية، والتي تم التقاطها للأسف من قبل وزارة الخارجية الأمريكية بعد نشر تقرير كاذب حول حرية الأديان في الهند، كما يحدث تماماً بخصوص تقارير تخص جمهورية مصر العربية وتحديداً حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي تنشر باللغات الإنجليزية والفرنسية لتشويه صورة الحكومة المصرية ونظام الرئيس المصري.
ولقد أبرزت منصة OSINT، Disinfo Lab، العديد من الحالات التي تم فيها “تكرار البيانات” الزائفة، واستخدام معلومات غير صحيحة لتشويه صورة الحزب الحاكم في الهند وحكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
تشمل الاختلافات في البيانات حساب الحوادث الفردية عدة مرات بناءً على التقارير الصادرة عن الصحف المختلفة. كما تم تشويه حالات النزاعات العائلية، والقمع الحكومي للممارسات التحويل غير القانونية، والأنشطة غير القانونية التي تقوم بها الجماعات الإنجيلية كفظائع ضد الأقليات الدينية. وتم العثور على اتحاد المنظمات المسيحية الهندية في أمريكا الشمالية يحسب حتى الإفراج عن القس من السجن كعمل من الفظائع، مما يكشف عن تلاعب واضح في البيانات حول الفظائع المزعومة ضد المسيحيين الهنود.
كما احتسب التقرير بشكل مضلل حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال من قبل القساوسة كفظائع ضد المجتمع المسيحي. أصدر اتحاد المنظمات المسيحية الهندية في أمريكا الشمالية إرشادات تعلن أن أي مقاومة لجهودها في تحويل الآخرين إلى المسيحية ستعتبر فظيعة. ف
ي ندوة عبر الويب في عام 2020، تفاخر اتحاد المنظمات المسيحية الهندية في أمريكا الشمالية بنجاحه في حملات التبشير بالديانة المسيحية في الهند، وبشكل متناقض، أعرب أيضا عن رغبته في رؤية الهند في القائمة السوداء، مما سيؤثر سلبا على العلاقات الدولية للبلاد.
تم اتهام منظمات أخرى مثل “أبواب مفتوحة”، التي وضعت الهند في قائمة البلدان المعروفة بـ”الاضطهاد الشديد” للمسيحيين، بتزوير البيانات أيضا. تم العثور عليهم وهم يعملون بشكل وثيق مع الجماعات الإسلامية مثل المجلس الأمريكي الهندي المسلم (IAMC)، وهي منظمة لها روابط مثبتة بجماعات التكفير الباكستانية. وفقا لمعمل DisInfo Lab، تعتمد قائمة الرقابة السنوية للعالم التي تصدرها أبواب مفتوحة على بيانات مشكوك فيها حول السكان المسيحيين الهنود، مما يكشف عن عدم التوافق الواضح بين العنف الفعلي ضد المسيحيين في الهند وترتيب البلاد في القائمة.
تم العثور أيضا على العديد من المنظمات المسيحية الأخرى مثل الصداقة الإنجيلية للهند في نشر بيانات مضللة حول الفظائع ضد المسيحيين في الهند. هذه المنظمات، وفقا لمعمل Disinfo Lab، تعتمد على بعضها البعض لإنشاء شبكة من المصادر التي تبدو تؤيد بعضها البعض والتي في الواقع تشير ببساطة إلى بيانات بعضها البعض المتلاعب بها. تسلط هذه التكتيكات، بالإضافة إلى تزوير البيانات والمعلومات المضللة، الضوء على العمليات السياسية والدبلوماسية الخاطئة التي تمارسها هذه المنظمات في محاولة لتقويض الوضع الحالي في الهند وتشويه حكومة رئيس وزراء الهند.